كيف أتعلم الألمانية؟

عندما تبدأ في تعلم اللغة الألمانية سواء من أجل الدراسة أو العمل، أو من أجل تنمية الرصيد المعرفي والثقافي، تتبادر إلى ذهنك عدة أسئلة مهمة من قبيل كيف أتعلم اللغة الألمانية بسرعة؟ هل يمكن تعلم اللغة الألمانية بمفردي؟ كيف أحفظ المفردات التي تعلمت؟ والعديد من الأسئلة المحيرة التي سنتناولها من خلال هذا المقال.

قبل كل شيء، فعملية تعلم اللغات مهمة سهلة ظاهرا ومعقدة في آن واحد، وتختلف من شخص لآخر حسب القدرات الذهنية للفرد وسنه وميولاته وخبرته السابقة مع اللغات الأجنبية... والهدف من هذا الموقع تأمين ما يحتاجه المتعلم المبتدئ لاكتساب رصيد لغوي يمكنه من التواصل بحرية وسهولة. سيتضمن هذا المقال كذلك نصائح وإرشادات ترشد المتعلم إلى المنهجية أو الطريقة الأيسر لتعلف فعال للغة الألمانية.

كيف أتعلم اللغة الألمانية؟

 يمكن تقسيم تعلم اللغة الألمانية لثلاث خطوات أساسية: تعلم القواعد اللغوية ثم تعلم المفردات والعبارات الأساسية وتعلم النطق بطريقة سليمة، يمكنكم من خلال الموقع صفحة تعلم القواعد اللغوية الأساسية كتصريف الأفعال واستعمال حروف الجر وغيرها ... ويمكن تعلم النطق بالتدريب والتمرين خلال المحادثة مع باقي المتعلمين والتمرن الفردي على تحسين النطق. ما سنركز عليه هنا هو تعلم الكلمات والعبارات الأكثر استعمالا. وأعتقد أن هذه الخطوة هي الأهم والتي تحتاج وقتا وجهدا أكثر. لكن لماذا أركز على تعلم المفردات؟ لأنه حسب رأيي الشخصية، قواعد اللغة هي وسيلة لصياغة الجمل بشكل صحيح، ولا يمكن تركيب جمل دون كلمات. كما أن الشخص الذي لا يتوفر على رصيد لغوي مهم لا يستطيع أن يفهم ما يقرأ جيدا ولا التعبير عن أفكاره بشكل واضح. فتعلمك لقاعدة تصريف الأفعال في المضارع مثلا ستمكنك من تصريف مئات الأفعال بنفس الطريقة، لكن ينبغي أيضا تعلم هذه الأفعال قبل تصريفها. باختصار، كلما تعلمت مفردات أكثر استطعت التعبير والفهم بشكل أفضل.

كيف أحفظ الكلمات التي تعلمتها؟

عندما تُمضي ساعة من الزمن في قراءة نص وترجمة الكلمات الجديدة وفهمها، ستجد أن جزءا كبيرا قد نسيته بعد أقل من يوم، وستجد أنك لم تعد تعرف هل الكلمة Buch مثلا هي كلمة مذكر أم مؤنث أم ربما كلمة محايد! إذا ما الحل أتذكر الكلمات التي سبق لي تعلمها؟ سأعرض مجموعة من التقنيات التي تساعد عل حفظ المفردات وتذكرها اعتمادا على تجربتي المتواضعة في مجال التدريس وتجربتي الشخصية في تعلم اللغات الأجنبية، وأدعو القارئ إلى فهم المغزى من هذه التقنيات واستعمالها معا لا التركيز على طريقة واحدة.

حفظ المفردات الألمانية اعتمادا على التكرار

ماذا يحدث لو قمت بتكرار الكلمة Übung ثلاث مرات لمدة شهرين مثلا؟ هل سأنساها بسرعة؟ أبدا. فالتكرار المستمر لجملة حتى ولم تكن تفهم معناها سيجعلها راسخة في ذهنك لمدة أطول، وخير مثال أنك لازلت تتذكر مقطعا من أغنية كنت تسمعها في طفولتك. لكن لا يجب أن يكون تكرارك للمفردات بشكل ميكانيكي أي دون تركيز، أو أن يكون بين تمارين التكرار مدة طويلة. يمكنك اتباع الخطوات التالية لوضع خطة لحفظ ومراجعة الكلمات:

أولا نقوم بتحديد الكلمات التي نود تعلمها، يمكنك الاستعانة بالصفحة التالية، قهي تحتوي على لوائح للمفردات باللغتين الألمانية والعربية، مرتبة حسب المستوى وحسب الموضوع Thema، وكل لائحة مرفقة بفيديو للاستماع والتكرار.

أخصص حصة يومية من نصف ساعة للمراجعة والتعلم، فأبدأ بتعلم كلمات جديدة وتكرارها، ثم أراجع الكلمات التي سبق لي تعلمها خلال الأسبوع، مع التركيز على الكلمات التي أجد صعوبة في تذكرها. عند التمكن من كلمة ما جيدا أقوم باستعمالها في صباغة جملة، مستعينا دائما بالمعجم.

 عند تكرار الكلمات يفضل كتابتها لتسهيل حفظها وضبط طريقة كتابتها حتى لا نخلط فيما بعد بين الكلمات المتشابهة مثل Kirsche و Kirche.

التكرار بصوت مسموع أفضل لأنه يستغل حاستي النطق والسمع أثناء التعلم، ويساعد على تحسين النطق.

عندما تمل من لوائح الكلمات ابحث لك عن "كتابك المفضل بالألمانية" وهو قصة تكون سهلة وقصيرة مثل der kleine Prinz يمكنك أن تعيد قراءته مرات عديدة، كما يمكنك أن تستمع لنسخته الصوتية أثناء القيادة أو قبل النوم.

من المهم تعلم أدوات تعريف الكلمات أثناء التعلم نظرا لأهميتها في إنشاء جمل سليمة لغويا.

يمكن استعمال بعض التطبيقات الذكية لإنشاء لائحة كلمات ومراجعتها، وأقترح التطبيق المجاني Ankidroid الذي يحدد لك الكلمات التي تجد صعوبة في تذكرها إضافة إلى عدة مزايا.

بناء ترابطات ذهنية لتسهيل التذكر

من الطرق الفعالة في تعلم المفردات خلق ترابطات ذهنية بينها تساعد على تذكرها بسرعة. فمثلا لحفظ الكلمة die Wand التي تعني الحائط كنت أربطها في ذهني بالكلمة die Hand أي اليد متخيلا شخصا يضرب الحائط بيده بقوة حتى يكسر الحرف H ويصبح W. وهذا النوع من الروابط الذهنية فعال في التذكر ويحتاج مخيلة واسعة لإنشاء الترابطات، وهذه بعض الأمثلة لذلك:

الكلمة der Saft تعني العصير، وتنطق/ زافتْ / وكنت أربطها بالكلمة الزفت – وهو أحد منتجات البترول – لتقارب النطق بيتها، فعند الحديث عن العصير باللغة الألمانية كنت أتخيل كأسا مملوءا بالزفت فأتذكر الكلمة Saft.

الكلمة das Wasserhahn تعني الصنبور، وتتكون من جزئين Wasser وهو الماء، و Hahn وهو الديك، فكنت أتخيل أن الصنبور عند الألمان يشبه الديك الذي يخرج الماء من منقاره عندما يصيح.

كيف أتذكر أن الفعل öffnen أي يفتح يكتب بحرفي F؟ كنت أتخيل أن الباب إذا فتح يحتاج لحرف F ثم يجب إغلاق الباب – حتى لا يدخل لص للمنزل – بحرف F آخر، إذن فالفعل öffnen  يجب أن يكتب بحرفي F.

الكلمة viel تعني كثير، وتنطق / فيل /، فأتخيل أن ما هو كثير يجب أن يكون كبيرا مثل الفيل.

عندما أتعلم أن الكلمة die Kunst وتعني الفن، أحاول تعلم الكلمات المتبطة بها دلاليا مثل der Künstler أي الفنان، künstlerisch أي فني – عمل فني مثلا – و Kunstwerk أي العمل الفني.

 هناك أيضا عدة كلمات ذات أصل إنجليزي أو فرنسي تشبه لحد كبير مرادفاتها في اللغة الألمانية مثل الكلمة الإنجليزية home تشبه الكلمة الألمانية Haus، أو الكلمة الفرنسية bleu تشبه الكلمة blau. إدراك هذا التشابه بين الكلمات يسهل حفظها وتذكرها. وهذه أمثلة أخرى:

الكلمة الفرنسية fenêtre تعني النافذة تشبه الكلمة das Fenster.

اللون الرمادي بالفرنسية gris والإنجليزية gray والألمانية نجد grau.

الشمس بالإنجليزية sun وبالألمانية die Sonne.

الليل بالفرنسية nuit وبالإنجليزية night ونجد التشابه مع الألمانية die Nacht.

الانغماس في الثقافة الألمانية من أجل تعلم فعال

أقصد هنا بالانغماس في الثقافة الألمانية أن تصبح اللغة الألمانية جزءا من الحياة اليومية للمتعلم، فنتعلم ونراجع طيلة اليوم بطريقة غير واعية تماما، ويمكن ذلك باتباع بعض الخطوات البسيطة كما يلي:

مشاهدة البرامج والأفلام الوثائقية باللغة الألمانية، والاستماع للمذياع أو الكتب المسموعة كذلك رغم عدم القدرة على فهم كل شيء، المهم تدريب الأذن على السمع الفعال وتذكر بعض الكلمات والجمل المستخدمة بكثرة أثناء الاستماع.

غير لغة هاتفك وحاسوبك للألمانية.

علق لوائح الكلمات أو ملخصات القواعد اللغوية على جدران غرفتك.

محاولة البحث على الأنترنت باللغة الألمانية.

ابحث عن أصدقاء يتعلمون الألمانية أيضا لتبادل الحديث أو الرسائل النصية.

شاهد فيديوهاتك المفضلة بالألمانية مع الترجمة أو نص الحديث مكتوبا بالألمانية.

البحث عن صفحات تهتم باللغة الألمانية على مختلف تطبيقات التواصل الاجتماعي مثل Facebook أو Instagram لتبقى دائما على صلة باللغة الألمانية.

ما الكلمات التي ينبغي أن أبدأ بها تعلمي للغة الألمانية؟

أعتقد أن المبتدئ في تعلم اللغة الألمانية غير معني بتعلم كلمات مثل die Schraube أي البرغي، لأنه لن يستعملها غالبا، وبالتالي أفضل التركيز على الكلمات المستعملة بكثرة في الحياة اليومية والدراسية. فالدماغ يتعلم بسرعة المعلومات التي يعرف أنه سيحتاجها قريبا، وبالتالي نوفر له الكلمات المتداولة أولا، ثم يأتي دور الكلمات التي تعنى بمجال محدد كالهندسة أو الطب مثلا.

في الموقع MeinWortschatz ستجدون أن تعلم المفردات والجمل يتم بتدرج وبتركيز على الكلمات الأساسية التي لا يمكن إفال تعلمها. فنبدأ بتعلم العبارات التي تمكن من تقديم النفس، وصف الأسرة، الدراسة والعمل ... وهكذا. هذه الكلمات الأساسية حوالي 3000 كلمة، والهدف من هذا الموقع تعلمها تسهيل حفظها وتذكرها.   

هل تساعد الخرائط الذهنية في تعلم اللغة الألمانية؟

 تساعد خرائط العقل أو الخرائط الذهنية Mindmaps على تهيل التعلم وجعله أكثر فعالية، فمن جهة، تمكن الخرائط الذهنية من الإحاطة بموضوع معين وربط مختلف عناصره وأفكاره بعضها ببعض، اعتمادا على الرسم والرموز والألوان. وبهذا نتفادى تلخيص درس مثلا في عدة فقرات، بل نكتفي بورقة واحدة تشمل الكلمات الأساسية وتبرز العلاقات بينها.

 تمثل الخريطة الذهنية أسفله مثالا مبسطا لخريطة ذهنية لتعلم المفردات التي تنتمي للحقل الدلالي للأسرة die Familie باللغة الألمانية، تشمل بعض المفردات وبعض الجمل الأساسية للحديث ولوصف الأسرة.

               


كما أن إنجاز الخرائط الذهنية يستدعي التركيز وبدل مجهود لرسمها، هذا المجهود بالنسبة لي عنصر هام لبناء المعرفة وترسيخها في الذهن.

كيف أتعلم عندما يغيب الحماس ويصبح التعلم مملا؟

عندما تكون بصدد مشاهدة مباراة لكرة القدم ويصيح المذيع بعد تسجيل هدف رائع TOOOOOR !، أو عندما تقرأ جملة شهيرة لفيلسوف ألماني فتقول سأبدأ بتعلم اللغة الألمانية من اليوم، فتبحث وكلك حماس لتعلم هذه اللغة الرائعة، وتضع خطة للدراسة وأنت تنتظر بفارغ الصبر اليوم الذي تتحدث فيه الألمانية بطلاقة. بعدة بضعة أسابيع تبدأ بفقدان الحماس والرغبة في التعلم، وتشعر بالملل والإحباط فتترك كل شيء. والسبب غياب الدافعية! ما الذي يجب فعله في هذه الحالة؟ وكيف يمكن استعادة الرغبة والحماس للتعلم؟

لا يمكن دائما أن يبقى المرء متحمسا طيلة الوقت، لتجاوز هذا المشكل يجب جعل التعلم عادة يومية. كيف ذلك؟ الأمر بسيط، فالإنسان يكتسب العديد من العادات نتيجة التكرار والتعزيز. فنخصص يوميا وقتا محددا للمراجعة، نجعله ضرورة لا يمكن تأخيرها حتى وإن لم تكن هناك أية رغبة في التعلم، المهم أن نقوم بنشاط يرتبط يتعلم اللغة الألمانية ولو مشاهدة فيديو مترجم، مع مرور الوقت يبدأ الدماغ بتشكيل عادة التعلم ولا يشكل عندها غياب الحافزية والحماس عائقا كبيرا. ويجب تعزيز هذا السلوك بعد الفراغ من الدراسة بالقيام بفعل يمثل مكافئة للمتعلم، كشرب فنجان من القهوة مثلا أو أكل قطعة من الشوكولاتة أو الاسترخاء وممارسة هواية مثلا. شخصيا أحب فكرة جعل العزف على البيانو التي أستمتع بها كثيرا مرتبطة بإنهائي للدراسة، كأني أخاطب نفسي قائلا: أكمل الدراسة وستستمتع بالعزف! وبهذه الطريقة يجد المرء نفسه يفتح كراسته ويبدأ بمراجعة ما سبق أن تعلمه بطريقة شبه ميكانيكية.

 وهنا أذكر المثل القائل « der Appétit kommt beim Essen » أي أن الشهية تأتي مع الأكل، بمعنى ابدأ بالتعلم وستأتي الرغبة والحماس عندها.

نصائح لكل مقبل على تعلم اللغة الألمانية

تعلم أي لغة أجنبية عملية ذهنية تحتاج الهدوء والراحة النفسية والبدنية والتركيز، لذلك عليك اختار الوقت والمكان المناسبين للتعلم. وتذكر أن تأخد بضع دقائق للراحة خلال التعلم، واهتم بتغذيتك أيضا، فالدماغ يحتاج لغذاء كاف ليواصل معك رحلة التعلم.

لن تتعلم بدون ارتكاب أخطاء في الإملاء أو النطق ... لذلك رحب بأخطائك لأنها تمثل فرصة للتعلم، كما أن ارتكاب الخطأ في الفصل الدراسي أهون من ارتكابه خلال الامتحانات اللغوية.

لا تضع وقتا محددا للتعلم كان تقول سأصل المستوى A2 خلال شهرين مثلا، فهذا يمثل مصدرا للتوتر يعوق التركيز والتعلم الفعال.

دراسة نصف ساعة يوميا أفضل من عدة ساعة مرة واحدة في الأسبوع.

لا تعجل ودع الوقت الكافي لدماغك ليتعلم وينظم المعلومات حسب إيقاعه العادي، فبناع المعلومة لا يتم في ساعة بل يحتاج للوقت.

ابدأ بمحاولة التحدث بالألمانية مند الحصة الأولى ولا تنتظر أن يصبح مستواك متوسطا، وإلا فقد تجد صعوبة لاحقا في التعبير الشفوي.

 


المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أدوات الربط weil و denn و deshalb

قواعد اللغة الألمانية Obwohl و Trotzdem

أفعال ألمانية في حالة Akkusativ

W-Frage : أدوات الإستفهام في اللغة الألمانية